د/ محمد خيرى عطاالله عضو
عدد الرسائل : 37 العمر : 60 العمل/الترفيه : باحث فى شئون الدعوة الإسلامية المزاج : الدعوة إلى الله البلد : : جمهورية مصر العربية البلدية أو الولاية : الشرثية السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 27/04/2010
| موضوع: أهم قواعد الدعوة الإسلامية ( 3 ) قاعدة الجدل وحسن الحوار( 3) *** الأربعاء مايو 05, 2010 9:03 am | |
| إخوانىأخواتى متصفحى هذا المنتى سلام الله عليكم ورحمته وبركاته : ٌدم لكم المقال الخاص بالدعوة الإسلامية وهو : قاعدة الجدل وآدابه وحسن الحوار مع الآخرين وهذا هوماأمرنا الله به فى كتابه العزيز يقو عز من قائل :ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {1} ومع المقال تفضلوا :قاعدة الجدل والحوار : 1 - تعريفهما والفرق بينهما : أ – الجدل : يقال فى اللغة جادله مجادلة وجدالاً : ناقشه وخاصمه والجدل : اللدد فى الخصومة والقدرة عليها وهو شدة الخصومة وفى الحديث : ( ما أوتى قوم الجدل إلا ضلوا ) , والجدل مقابلة الحجة بالحجة والمجادلة : المناظرة والمخاصمة ... " 2 " والجدل فى الاصطلاح : عرفه العلماء بتعريفات متشابهة منها قولهم : منها: عبارة عن دفع المرء خصمه عن فساد قوله بحجة أو شبهة " 3 " ، ومنها : مراء يتعلق بإظهار المذاهب وتقريرها " 4 " ، ومنها : مقابلة الأدلة لظهور أرجحها " 5 " ، وقد تكون المجادلة بالحسنى وقد تكون بالباطل قال تعالى : ( ... وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) " 6 "، وقال تعالى: (وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ ) " 7 " . ومن هنا قسم العلماء الجدل إلى ممدوح ومذموم وذلك بحسب الغاية منه وبحسب أسلوبه وبحسب ما يؤدى إليه " 8 " . فالجدل الذى يهدف إلى إحقاق الحق ونصرته ويكون بأسلوب صحيح ومناسب ويؤدى إلى خير فهو " الجدل الممدوح " والجدل الذى لا يهدف إلى ذلك ولم يسلم أسلوبه ولا يؤدى إلى خير فهو " الجدل المذموم " 9 " , ولذا جاء الأمر به فى القرآن مقيداً " بالتى هى أحسن " 10 " ، كما نُص عليه فى القرآن وأمر به ، ويمكن أن يعبر عنه بالمناقشة والمناظرة والمحاورة ، وما إلى ذلك من مصطلحات متعددة تتفق فى كثير من المواطن فى دلالتها " 11 " . ب - الحوار : كلمة مأخوذة من حار الشيء يحور إذا رجع يرجع " 12 " وهو نوع من الحديث بين شخصين أو فريقين يتم فيه تناول الكلام بينهما بطريقة متكافئة ، فلا يستأثر به أحدهما دون الآخر ويغلب عليه الهدوء والبعد عن الخصومة والتعصب ، ومثال ذلك ما يكون بين صديقين فى دراسة أو زميلين فى عمل أو مجموعة فى نادٍ أو مجلس أو سهرة " 13 " . وقيل الحوار والمحاورة : مراجعة الكلام والحديث بين طرفين ينتقل من الأول إلى الثانى ثم يعود إلى الأول وهكذا دون أن يكون بين هذين الطرفين ما يدل بالضرورة على وجود الخصومة " 14 " . 2 – طريقة القرآن والسنة النبوية فى إرساء قواعدهما : أ – القرآن الكريم : عنى القرآن الكريم عناية بالغة بالجدل والحوار وذلك أمر لا غرابة فيه أبداً فالجدل والحوار هما الطريق الأمثل للإقناع الذى ينبع من أعماق صاحبه والإقناع هو أساس الإيمان الذى لا يمكن أن يُفرض وإنما ينبع من داخل الإنسان ولو تأملنا آيات القرآن الكريم لوجدناه يعرض قاعدة الجدل والحوار فى أكثر من موضع فمن ذلك ورود الجدل فى القرآن على ثلاثة أوجه : الأول : جاء الجدل بمعنى الخصومة كقوله تعالى : ( ... وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ) " 15 " ، يعنى يخاصمون فى الله مع ظهور الدلائل . الثانى : جاء الجدل بمعنى المراء كقوله تعالى : ( وَلا جِدَالَ فِي الْحَجّ ) " 16 " أى ولا مراء فى الحج . الثالث : الجدل بمعنى الدعاء كقوله تعالى : ( وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) " 17 " ، أى وجادل المخالفين بالطريقة التى هى أحسن من طرق المناظرة والمجادلة بالحجج والبراهين وبالرفق واللين " 18 " . وأما الحوار : " فقد قدم القرآن الكريم نماذج كثيرة من ذلك : ما دار بين الله عز وجل وملائكته فى موضوع خلق آدم – عليه السلام – " 19 " ، ومنها : ما دار بين الله سبحانه وتعالى وبين إبراهيم – عليه السلام – حينما طلب من ربه أن يريه كيف يحيى الموتى ؟ " 20 " ، ومن ذلك قصة موسى – عليه السلام – حينما طلب من ربه أن يسمح له برؤيته , وقصة عيسى - عليه السلام – إذ سأله ربه عما إذا كان طلب من الناس أن يتخذوه وأمه إلهين من دون الله قال تعالى : {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) " 21 " . هذا وغيرها كثير مما ورد فى القرآن الكريم إذ يتأكد لنا أن القرآن الكريم يعتمد اعتمادا كبيراً على أسلوب الحوار والمجادلة بالتى هى أحسن فى توضيح المواقف بجلاء وهداية العقل وتحريك الوجدان واستجاشة الضمير وفتح المسالك التى تؤدى إلى حسن التلقى والاستجابة والتدرج بالحجة احتراماً لكرامة الإنسان وأعلاءأ لشأن عقله الذى ينبغى أن يقتنع على بينة ونور " 22 " . ب – السنة النبوية وطريقتها فى الحوار : من خلال دراسة السنة النبوية نجد أنها قدمت نماذج كثيرة ومتنوعة للحوار، إذ إنها تورد الحوار فى أشكال شتى ، لتقدم للدعاة إلى الله الدروس التى يحسن الانتفاع بها فمن ذلك : · عندما جهر الرسول – صلى الله عليه وسلم – بالدعوة جاءت قريش مربكة فلجأت إلى سياسة الإغراءات والمفاوضات حتى أرسلت عتبة بن ربيعه يحادثه ويفاوضه ويغريه , قال بن هشام : ( إن عتبة بن ربيعه جلس إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يا بن أخي أنك منا حيث قد علمت من السلطة فى العشيرة والمكان فى النسب وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم , فرقت به جماعتهم , وسفهت به أحلامهم , وعبت به ألهتهم , وكفرت به من مضى من آبائهم , فاسمع منى أعرض عليك أموراً لعلك تقبل بعضها , فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قل يا أبا الوليد أسمعك , فقال عتبة ما قال حتى أفرغ , قال له : أو قد أفرغت يا أبا الوليد ؟ قال : نعم , قال : فاسمع منى , قال : أفعل , فأخذ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يتلو عليه من سورة فصلت حتى إذا أنتهي إلى الآية موضع السجدة منها سجد , ثم قال لعتبة قد سمعت يا أبا الوليد فأنت وذلك , فقام عتبة إلى أصحابه فقال بعضهم : نحلف بالله لقد جاءكم أبا الوليد بغير الوجه الذى ذهب وطلب عتبة إليهم أن يدُعوا الرسول – صلى الله عليه وسلم – وشأنه فأبوا وقالوا له سحرك يا أبا الوليد بلسانه) " 23 " . · (عن أبى أمامه – رضى الله عنه – إن غلاماً شاباً أتى النبى – صلى الله عليه وسلم –فقال : يا نبي الله أتأذن لى فى الزنا ؟ فصاح الناس به فقال النبى – صلى الله عليه وسلم – قربوه – أدن – فدنا حتى جلس بين يدي٧ فقال النبى : أتحبه لأمك ؟ قال : لا , جعلنى الله فداك , قال : كذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم , أتحبه لابنتك ؟ قال : لا , جعلنى الله فدال , قال : كذلك الناس لا يحبونه لبناتهم , قال أتحبه لأختك ؟ " وزاد ابن عوف أنه ذكر العمة والخالة وهو يقول فى كل واحدة جعلنى الله فداك , " فوضع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال : اللهم طهر قلبه وأغفر ذنبه وحصن فرجه فلم يكن شيئاً أبغض إليه منه ( عنى الزنا ) " 24 " . فمن خلال النماذج القرآنية والنبوية المشار إليها آنفاً يمكن تقعيد القواعد التالية فى الجدل والحوار : · فتح القرآن الكريم باب المناقشة والمجادلة على مصراعيه بالضوابط الشرعية . · أورد القرآن الكريم والسنة النبوية جميع الأقوال ووجهات النظر لدى الطرف الآخر . · جادلا الأقوال ووجهات النظر بالتى هى أحسن وأبرزا ضعف قول المخالفين . · قدم القرآن الكريم العلم اليقين والبرهان القطعى . · اعتمدا المنهج الاستدلالي والحوار المنهجي .
3 – أهمية الجدل والحوار للدعوة والداعية : أهتم الإسلام بهذه القضية ، وأولاها أهمية بالغة نظراً لأنها أساس تماسك المجتمع ولم يقتصر ذلك على المسلمين بين بعضهم بعضا بل تعداهم لغير المسلمين الأديان الأخرى فكان الأمر مباشراً للنبي – صلى الله عليه وسلم – {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين} " 25 " ، وبذا يعتبر الحوار أهم قواعد الدعوة إلى الله عز وجل , فمن خلاله يمكن للداعية أن يحقق فوائد جمة وأهدافاً عظاماً للدعوة إذا امتلك الداعية أدواته وهو يحاور الآخرين ، ( ومن المؤكد أن الحوار وفق أسس منهجية نافذة من الخير والنور، لأن الحوار المنهجي مفيد فى إيصال الفكرة للآخرين ومفيد فى تدريب المحاور نفسه إذ أنه يرتقى بطريقته فى التفكير و الأداء , ويعلمه ضبط نفسه ولسانه , وتقوى لديه ملكة المحاكاة , والتفكير المتزن يجعله مقبولاً من الآخرين بدرجة أكبر , ويجعل احتمال إقناعهم بأفكاره أكبر ) " 26" . 4 - غاية الحوار : الغاية من الحوار إقامةُ الحجة ، ودفعُ الشبهة والفاسد من القول والرأي . فهو تعاون من المُتناظرين على معرفة الحقيقة والتَّوصُّل إليها ، ليكشف كل طرف ما خفي على صاحبه منها ، والسير بطرق الاستدلال الصحيح للوصول إلى الحق . يقول الحافظ الذهبي : ( إنما وضعت المناظرة لكشف الحقِّ ، وإفادةِ العالِم الأذكى العلمَ لمن دونه ، وتنبيهِ الأغفلَ الأضعفَ ) "27 " . هذه هي الغاية الأصلية ، وهي جليَّة بيِّنة ، وثَمَّت غايات وأهداف فرعية أو مُمهِّدة لهذه الغاية منها : ا - إيجاد حلٍّ وسط يُرضي الأطراف . ب - التعرُّف على وجهات نظر الطرف أو الأطراف الأخرى ، وهو هدف تمهيدي هام . ج - البحث والتنقيب ، من أجل الاستقصاء والاستقراء في تنويع الرُّؤى والتصورات المتاحة ، من أجل الوصول إلى نتائج أفضل وأمْكَنَ ، ولو في حوارات تالية . ********************************************************* *** يمكن التراسل الفورى مع كاتب المقال عبر اسكاى بى على العنوان التالى dr.mokhairi الهوامش 1 - سورة النحل الآيية ( 125 ) 2 – لسان العرب ، مادة " جدل " ، ( 11 / 105 ) ، والمعجم الوسيط " 1 / 11 " . 3 – انظر الكليات لأبى البقاء ص : 145 . 4 – انظر التعريفات ، للجرجانى ص : 66 . 5 – انظر المصباح المنير ص : 128 . 6 – سورة النحل الآية 125 . 7 – سورة غافر الآية 5 . 8 – المدخل إلى علم الدعوة ، د / محمد أبو الفتوح البيانونى ، م الرسالة ص : 264 ،ط 3 ، عام 1420 هـ - 1999 م . 9 – انظر الفقيه والتفقه ( 1 / 233 – 235 ) . 10 – النحل سورة النحل الآية 125 . 11 – المدخل إلى علم الدعوة ص : 264 – مرجع سابق . 12 – أسلوب المحاورة فى القرآن الكريم ، د / عبد الحليم حفنى ص : 1، نقلاً عن أصول الحوار للندوة العالمية للشباب الإسلامى ص : 31 ط 3 ، عام 1408 هـ عام 1988 م . 13– أصول الحوار ، الندوة العالمية للشباب الإسلامى ، ص : 11 ، مرجع سابق . 14– المرجع السابق ، ص : 31 . 15 – سورة الرعد الآية 13 . 16 – سورة البقرة الآية 197 . 17– سورة النحل الآية 125 . 18– من ضوابط الإعلام الإسلامى – أدب الحوار – د / عبد الصبور فاضل ، مقال منشور بمجلة منار الإسلام ، العدد 3 سنة 22 ، ربيع الأول 1417 هـ - يوليو 1996 م . 19- سورة البقرة الآيتان 30 : 32 . 20 – سورة البقرة الآية 260 . 21– سورة البقرة الآية 116 . 22 - أصول الحوار – الندوة العالمية للشباب مرجع سابق . 23 – سيرة ابن هشام ( 1 / 313 ) . 24 - رواه الإمام أحمد فى المسند بإسناد جيد عن أبى أمامه – رضى الله عنه – ( 5 / 256 / 257 ) ، رواه أحمد والطبرانى فى الكبير ورجاله رجال الصحيح ( 1 / 129 ) . 25– سورة النحل الآية 125 . 26 – أصول الحوار – الندوة العالمية للشباب الإسلامى – ص : 7 ، مرجع سابق . 27 - شرح المواهب للزرقاني 5 / 390 | |
|
معتزة بإسلامى وأفتخر
عدد الرسائل : 3 العمر : 38 العمل/الترفيه : طالبة المزاج : المطالعة البلد : : الجزائر البلدية أو الولاية : خنشلة السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 30/04/2010
| موضوع: أهم قواعد الدعوة الإسلامية ( 3 ) قاعدة الجدل وحسن الحوار الأربعاء مايو 05, 2010 9:10 am | |
| جزاكم الله خيرا وفقنا الله فى دعوته | |
|