1 - قاعدة الفقه فى الدين :
الفقه فى اللغة : الفَهْمُ والفِطنةُ و فقِه الشيءَ : يفقَههُ فِقْهًا فهمهُ
و الفِقْه العلم بالشيءِ والفهم لهُ والفطنة والحذق وغلب على علم الدِين لشرفهِ , و فَقِهَ الأمْرَ فَقَهًا، وفِقْهًا: أَحسَنَ إِدراكَه. يقال: فَقِهَ عنه الكلامَ ونحْوَه: فَهِمَهُ. فهو فَقِهٌ. " 1 "
فا لفقه فقه الأمر و فهم غرض المتكلم من كلامه ، وفهم الأشياء الدقيقة والعلم والفهم .
والفقه اصطلاحا ً:
هو العلم بالشريعة والعقيدة , ومعرفة حقوق الله وحدانيته , وتقديسه وخشيته , ومعرفة أنبيائه ورسله وعلم الأخلاق والآداب والقيام بحق العبودية لله تعالى . " 2 "
والفقه فى الدين قاعدة ركيزة من قواعد الدعوة إلى الله, وهو نور العقول والقلوب حيث أن التفقه فيه أمر ضرورى للداعية طيلة حياته فمن الواجب عليه الاستمرار فى التفقه فى الدين ولا يفتر عن ذلك لحظة ولقد حض القرآن الكريم على التفقه فيه قال تعالى
فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا فى الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون " 3 " ، والفقه فى الدين من إمارات إرادة الخير للإنسان المتفقه , قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( من يرد به الله خيراً يفقه فى الدين ) " 4 " ,وهو الفقه الذى دعا به سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – لابن عباس – رضى الله عنهما –( اللهم فقه فى الدين وعلمه التأويل ) " 5 " ، يقول الدكتور / يوسف القرضاوى : " أى ينير الله بصيرته فيتعمق فى فهم حقائق الدين وأسراره ومقاصده ولا يقف عند ألفاظه وظواهره " 6 " .
فالفقه فى الدين شرط أساسى للدعوة إذ لا يتأتى العلم الشامل لدى الداعية إلا بدراسة هذه المواد كما يرى أحد الباحثين رحمه الله وهى كالتالى :
1 – القرآن الكريم وعلومه . 2 – السنة وعلومها .
3 – أصول الفقه 4 – علوم اللغة العربية .
5 – عقائد أهل السنة والجماعة . 6 - فقه أئمة الاجتهاد من أهل السنة والجماعة .
7 – علم التربية والأخلاق والسلوك 8 – الدراسات الإسلامية الحديثة.
9 – فقه الدعوة . 10 – التاريخ الإسلامى " 7 " .
هذا بالإضافة إلى دراسة علم الاجتماع وعلم التقنية الحديث المتمثل " الكمبيوتر والإنترنت " , والداعية لابد أن يجمع مع العلم ثقافة واسعة في جميع المجالات ، وهي: الثقافة الدينية ، واللغوية ، والتاريخية ، والإنسانية ، والعلمية ، وأن يكون كذلك على دراية بما يدور من حوله من أحداث التي يطلق عليها البعض فقه الواقع ، أو(الثقافة الواقعية) ، بشرط ألا يطغى هذا الجانب على غيره من الجوانب ، ولا يكون عاجزاً في المسائل الشرعية أو الدينية ، بينما هو أستاذ في جانب الواقع فهذا منفصل عن واقعه وإن كان يعيش فيه ؛ لأن المعرفة الواقعية التي لا يضبطها شرع ولا يحدها دين تكون أحياناً وبالاً ، ومصيبة على صاحبها!.
وبهذا يصبح الداعية متفقهاً فى دين الله لأن عدمه يضعف شخصية الداعى ويضعف تأثيره على المدعوين ويؤدى به إلى القول على الله بغير علم وذلك هو الضلال المبين كما جاء فى الصحيحين عن ابن عمر مرفوعاً قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبقى عالم اتخذوا الناس رءوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم ) " 8 " ، وكلما كان الداعية إلى الله متمكناً فى الفقه فى الدين استطاع أن يصحح ما يقابله من أخطاء ويقوم ما يواجهه من انحرافات فى ضوء الأحكام الشرعية كذلك يستطيع إجابة السائلين عن شئون العبادة وقضايا الزواج والطلاق ، وأحكام الحلال والحرام وأصول البيع والشراء ، والتعامل الاقتصادي مما يكثر الناس السؤال عنه ويلجئون عادةإلى الدعاة يلتمسون منهم الفتوى فى ذلك" 9 " .
******************************************************************************
*** يمكن التراسل الفورى مع كاتب المقال عبر اسكاى بى على العنوان التالى dr.mokhairi
الهوامش :
1 – لسان العرب لابن منظور مادة " فقه "
2 – الواضح فى أصول الفقه - د / محمد سليمان عبدالله الأشقر , ص : 10, ط / دار النفائس الأردن / عمان عام 1412 هـ - 1992 م .
3– سورة التوبة الآية / 122
4 – أخرجه البخارى فى كتاب : العلم ، باب : العلم قبل القول والعمل ، حديث رقم 10 ، وأخرجه مسلم فى كتاب : الزكاة ، باب : النهى عن المسألة ، حديث رقم / 2436 .
5– أخرجه أحمد فى مسند / عبد الله بن العباس ، حديث رقم / 2439 .
6– أولويات الحركة الإسلامية فى المرحلة القادمة ، أ د / يوسف القرضاوى ، ص : 25 مرجع سابق .
7 – إجازة تخصص الدعاة ، سعيد حوى ص : 11 ، طبعة دار السلام – القاهرة – طبعة أولى – عام 1408 هـ - 1987 م .
8 – أخرجه البخارى فى كتاب : العلم ، باب : كيف يقبض العلم ، حديث رقم / 100 ، وأخرجه مسلم فى كتاب : العلم ,باب : رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن أخر الزمان ، حديث رقم / 6971 .
9 - – ثقافة الداعية ، د / عبد الله ناصح علوان ، ص 54 : 55 ، طبعة دار السلام بالقاهرة – الطبعة الثالثة ، عام 1411 هـ - 1991 م ، بتصرف .