ان القرآن كلام الله الذي لايأتيه الباطل ابدا وهو الذي بقيت القلوب والعقول حيارى فمهما اخرجوا من الدرر الا ولم يحيطوا بمكنونه فقد وقف من هم ارباب اللغة والكلمة العربية مشدوهين عاجزين بل تحداهم صاحب هذا الكلام يقوله (وان كنتم في ريب من البعث فأتوا بسورة من مثله)ثم الجزم القاطع في التحدي فيقول (فان لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار) أي اعجاز هذا وربي انه الاعجاز
نعم كلام ربنا تعددت اسمائه وصفاته فقالوا في اسمائه :
: القرآن ـ الكتاب ـ الذكر ـ الفرقان ـ النور ـ
وقالوا في صفاته :
المبارك ـ الهدي ـ الرحمة ـ الكريم ـ الحكيم ـ الفصل .
وقد بين العلماء رحمهم الله تعالى ان الحكمة من تعدد الاسماء والصفات للقرآن الكريم
قال الفيروز ابادي : اعلم أن كثرة الاسماء تدل على شرف المسمى او كماله أو في أمر من الامور الا ترى ان كثرة اسماء الاسد دلت على كمال قوته وكثرة اسماء القيامة دلت على كمال شدتها صعوبتها وكذلك كثرة اسماء الله تعالىدلت على كمال جلال عظمته .
واسماء القرآن الكريم توقيفية لاتسمية له ولا وصف له الا ماثبت به الشرع الحكيم من الكتاب او السنة .
فضائل القرآن الكريم :
لاشك ان فضل القرآن الكريم يناسب تماما مع عمله فهو المخرج به الله تعالى الناس من الظلمات الى النور ومن الجاهلية الجهلاء والضلالة العمياء الى رحاب الاسلام .
وهو كتب ختم الله به الكتب وانزله على افضل الخلق وهو كلامه العظيم وصراطه المستقيم وحبل الله المتين ونظامه القويم وهو الرسالة الخالدة والمعجزة الدائمة والرحمة الواسعة وحكمته البالغة ونعمته السابغة.
نهل منه العلماء المورد العذب احيا به القلوب وطمأن الحيران والتقط منه الادباء الالي الثيمنة والدرر النفيسة فهو للحيران زلال وللاديب مرجع الفاظ فقد جمع انواع الالفاظ فسبحان الله انه كلامه اللهم فاشهد .
فضل القرآن الكريم فضل لايحصى فهو بكل حرف منه حسنة بل عشر ينالها القاريء وهو حرز من الشيطان وهو الشافع يوم القيامة وهو الحاجب عن النارفهذا القاريء اما السامع فله من الفضل مالا يعلمه اما مجالسة اصحابه فنعم المجلس فهو المغشى بالرحمة والسكينة وذكر الله لهم في ملأ خير منه—فلهذا بين لنا المصطفى صلى الله عليه وسلم ان لقراءته ادابا على المسلم التحلي بها :
يتبع في الحلقة الثانية