بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، و العاقبة للمتقين، و لا عدوان إلا على الظالمين، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أنّ محمدًا عبده و رسوله و بعد:
الاحتفال برأس السنة الميلادية موضوع منتشر انتشار واسع جدا في وسط المسلمين فهم يقلدون الغرب في العديد من الاشياء ومن بينها الاحتفال برأس السنة الملادية مع علمهم بأن الغرب لا يحتفلون بالأعياد التي تخص الإسلام والمسلمين.
يقول الله عزوجل :
{و الَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ و إِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا } الفرقان :72
قال ابن كثيرٍ رحمه الله في تفسيره لهذه الآية الكريمة : قال أبو العالية، وطاوس، و محمد بن سيرين، والضحاك، والربيع بن أنس، وغيرهم : "هي أعيادُ المشركين".
تفسير بن كثير ج 3 ص [2097].
فعباد الرحمن حقاً هم الذين لا يشهدون الزور ولا يحضرون أعياد المشركين فضلاً عن الاحتفال بها وإحيائها كل سنة تقليدًا للكفار والمشركين.
وعن أنس قال: قدم رسول الله المدينة ولهم يومان يلعبان فيهما، فقال
:" ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله : إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر" رواه أبو داود و قال الإمام الألباني - رحمه الله - حديث صحيح.
فالرسول صلى الله عليه وسلّم لم يقرهم على أعياد الجاهلية، ولكنه أقرَّ أعياد الإسلام، لأن الإسلام هو الذي يقررلا غيره.
وجاء في صحيح البخاري أن عمر رضي الله تعالى عنه و أرضاه قال:
"إجتنبوا أعداء الله في عيدهم " وجاء في رواية صحيحة في البيهقي:
" فإن السَّخْطَةَ تنزل عليهم".فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثاني الخلفاء الراشدين الأربعة ينهى عن مخالطة الكفار في أعيادهم، و يأمر باجتنابهم والابتعاد عنهم فإن السخطة تنزل عليهم!
ومن فعل شيئاً من ذلك فهو آثم سواء فعله مجاملة أو توددا أو حياء أو لغير ذلك من الأسباب لأنه من المداهنة في دين الله، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم.
والله نسأل أن يعز المسلمين بدينهم، ويرزقهم الثبات عليه، وينصرهم على أعدائهم، إنه قوي عزيز.
أم أحمد ـ بتصرف ـ