تابع
شروط الحب
فقد جاء في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم( لم يُر للمتحابين مثل النكاح)
أخرجه ابن ماجه والحاكم و البيهقي و سنده حسن.
فدلَّ ذلك على جواز الحب ولا تقل لا أريد إلا فلانة.. فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا أعجبت أحدكم امرأة فليأت أهله.. فإن معها مثل الذي معها )
و من الشروط اللازم توافرها منها :
1ـ أن يكون خالياً من المخالفات الشرعية، في كل صورها لأنها في هذه الحالة (قبل الزواج) ما زالت لا تحلّ له.
وفي الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ( لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له أن يمسّ امرأة لا تحلّ له )- الحديث صحيح أخرجه الطبراني في الكبير والبيهقي وغيرهما.
وفي صحيح البخاري حديث عائشة رضي الله عنها( و الله ما مسَّت يده صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط ( - الحديث البخاري8/504 ومسلم 3/1489.
2 - ألا يُلهي هذا الحب عن ذكر الله وعن الحب الأكبر لله تعالى ولرسوله.
3 - أن يكون المحب ممن يستطيع كبح جوارحه ونفسه عن الوقوع فيما لا يحل، يقول ابن القيم ( إنما الكلام في العشق العفيف، من الرجل الظريف الذي يأبى له دينه وعفته ومروءته أن يفسد ما بينه وبين الله تعالى )
4 ـ ألا يتعرض لمن يحب بالذكر بأن يذكر اسمها أو تذكر إسمه في جماعة من الناس، يقول ابن القيم ( والعاشق له ثلاث مقامات مقام ابتداء ومقام توسط ومقام انتهاء فأما مقام ابتدائه فالواجب عليه مدافعته بكل ما يقدر عليه إذا كان الوصول الى معشوقه متعذرا قدرا وشرعا فإن عجز عن ذلك وأبى قلبه إلا السفر الى محبوبه وهذا مقام التوسط والإنتهاء فعليه كتمانه ذلك وأن لا يفشيه الى الخلق ولا يشمت بمحبوبه ولا يهتكه بين الناس فيجمع بين الظلم والشرك فإن الظلم في هذا الباب من أعظم أنواع الظلم وربما كان أعظم ضررا على المعشوق وأهله من ظلمه فإنه يعرض المعشوق بهتكه في عشقه الى وقوع الناس فيه وانقسامهم الى مصدق ومكذب وأكثر الناس يصدق في هذا الباب بأدنى شبهة وإذا قيل فلان فعل بفلان أو بفلانه كذبه واحد وصدقه تسعمائة وتسعة وتسعين )
5 - عدم استخدام طرق شركية أو محرَّمة للوصول إلى المحبوبة أو المحبوب .
6 – لكي يظل هذا الحب عفيفاً لا يحاول أحدهما أن يبادل الآخر مشاعره تحت أي ظرف و تجنب طريق ذالك من الخلوة لقوله صلى الله عليه وسلم ( ولا يخلون رجل بامرأة فإنَّ ثالثهما الشيطان ) الحديث صحيح أخرجه الترمذي في سننه 6/384.
وعن عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه ( إياك أن تخلو بامرأة غير ذات محرم وإن حدثتك نفسك أن تعلمها القرآن ) انظر سيرة عمر بن عبدالعزيز ص230 لابن الجوزي.
أما عن الحب الذي لا ينتهي بالزواج، فهو و الله ليس حباً، بل رغبة جنسية ـ كما أنَّ الحب الحقيقي هو ما يثبت أو يتوكد بعد الزواج عن طريق المودة والمعروف والرحمة التي يقذفها الله تعالى في قلب الزوجين.
إلى هؤلاء أهدي هذا الموضوع
إلى المشتاقين ..المعظمين للدين .
إلى المشتاقين دخول الجنات .. ورؤية رب الأرض والسماوات .
إلى الذين تعرض لهم الشهوات..وتحيط بهم الملذات..فلا يلتفتون إليها..
هم جبال راسيات .. وعزائم ماضيات .. عاهدوا ربهم على الثبات ..
قالوا ربنا الله ثم استقاموا ..
يرون الناس عن طريق الاستقامة يتراجعون .. وهم على طاعاتهم ثابتون ..
أعظم ما قربهم إلى ربهم .. ثباتهم على دينهم .. وسرعة توبتهم بعد ذنبهم ..
إنهم قوم .. إذا أذنبوا استغفروا .. وإذا ذُكروا ذكروا .. وإذا خوِفوا من عذاب الله انزجروا .. يتركون لذة الملك والسلطان .. والمنعة والمكان ..في سبيل النجاة من النيران .. والفوز برضا الرحمن ..
{ فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون * أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون * أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلاً بما كانوا يعملون } ..
هم بشر من البشر .. ما تركوا اللذائذ عجزاً عنها .. ولا مللاً منها ..
بل لهم غرائز وشهوات .. ورغبة في الملذات .. لكنهم قيدوها بقيد القوي الكريم..يخافون من ربهم عذاب يوم عظيم.. عاهدوا ربهم على الطاعة لما قال لهم : { اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } .. فثبتوا على دينهم .. حتى ماتوا مسلمين .. لم يفلح الشيطان في جرهم إلى خمر خمار .. ولا مخالطة فجار .. الناس يتساقطون في الحرام .. وهم ثابتون على الإسلام ..
فعجباً لهم ما أشجعهم .. وأقوى عزائمهم وأثبتهم ..الكل يتمنى أن يعيش عيشهم .. إن لم يتمنى ذلك في الدنيا .. تمناه في الأخرى
منقول