نداءات اغاثة دولية لاهالي غزة
جرحى يستشهدون وهم ينتظرون سيارات الاسعاف واسرائيل تمنع ادخال المساعدات للقطاع
الصليب الاحمر: المستشفيات مكتظة بالجرحى وهناك نقص باكياس الجثث
الامم المتحدة تطالب بفتح المعابر لتمكين الغزيين من اللجوء
رجل اعمال سعودي يتبرع بـ 7.6 مليون دولار للقطاع
6/1/2009
عواصم -وكالات
تزايد القلق امس من مخاطر حدوث ازمة انسانية في قطاع غزة اثر اطلاق اسرائيل هجومها البري على القطاع في حين تتواصل النداءات من اجل حل سياسي للنزاع.
وفاقم الهجوم البري الذي باشرته اسرائيل مساء السبت من الوضع الانساني في قطاع غزة ذي الكثافة السكانية العالية مع انقطاع التيار الكهربائي والاتصالات ونقص حاد في المواد الغذائية على ما قالت وكالات الامم المتحدة.
واعربت اللجنة الدولية للصليب الاحمر عن قلقها من ارتفاع عدد الضحايا المدنيين والاضرار التي طالت المستشفيات.
وتتواصل النداءات من اجل حل دبلوماسي في الوقت الذي اوقع فيه بالقصف الاسرائيلي الشرس من 27 كانون الاول ,2008 ما لا يقل عن 560 قتيلا فلسطينيا, بحسب اجهزة الاسعاف في غزة.
جرحى يستشهدون بانتظار الاسعاف
اعلنت متحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر امس ان الجرحى يستشهدون بانتظار سيارات الاسعاف التي لا تستطيع نقلهم بسبب المعارك في قطاع غزة.
وقالت دوروتيا كريميتساس ان الوضع في غاية الخطورة وتنسيق عمليات ارسال سيارات الاسعاف معقد بسبب الهجمات والعمليات العسكرية العنيفة المستمرة. لقد استشهد جرحى بانتظار وصول سيارات اسعاف الهلال الاحمر الفلسطيني.
واضافت ان الصليب الاحمر قلق جدا للمشاكل المرتبطة بتزويد قطاع غزة بالمياه لان نصف مليون شخص اي ثلث سكان القطاع مهددون بالحرمان التام من المياه.
وتابعت ان 10 من آبار قطاع غزة ال45 لم تعد صالحة للتشغيل. فقد اصيب اثنان بشكل مباشر في الغارات الجوية, والابار الاخرى توقفت لان المضخات لم تعد تعمل بسبب انقطاع التيار الكهربائي مطالبة بالسماح لفنيين بالوصول الى منشآت الكهرباء التي تضررت من جراء القصف.
وتمكن فريق طبي من الصليب الاحمر كان عالقا منذ الجمعة عند الحدود, من الدخول مساء أمس الى قطاع غزة من خلال معبر ايريز.
وسيساعد الاخصائيون الاربعة في الصليب الاحمر بينهم طبيب جراح العاملين في مستشفى الشفاء في اجراء العمليات الجراحية المعقدة. وقالت المتحدثة ان الفريق الطبي نقل معه لقاحات ضد الكزاز للاطفال واكياس دم.
وذكرت هيئات اغاثة امس أن سكان غزة يحتاجون بشدة الى طعام وامدادات طبية لكن الهجمات البرية والغارات الجوية الاسرائيلية تعرقل وصول امدادات الاغاثة.
ويفاقم البرد القارس مأساة الاطفال الذين طالهم الصراع. وهناك نقص أيضا في الاكياس التي توضع بها الجثث.
وتابعت أن جميع الغارات الجوية ألحقت أضرارا بالمستشفيات وشبكات المياه والمباني الحكومية والمساجد لكن من الصعب على موظفي اللجنة التوجه الى هناك للمساعدة.
وذكرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر أن المستشفيات اكتظت بالجرحى الفلسطينيين. وهناك حاجة ملحة لامدادات جديدة من بينها مسكنات وأكياس للجثث.
وتعتمد المستشفيات على مولدات للكهرباء بسبب الاضرار التي لحقت بشبكة الكهرباء الرئيسية لكن هذه المولدات يمكن أن تتعطل في أي وقت.
الاطفال الرضع في خطر
حذرت منظمة انقاذ الطفولة (سيف ذا تشيلدرين) الانسانية البريطانية امس من ان الاطفال الرضع في قطاع غزة معرضون لخطر انخفاض حرارة الجسم الى ما دون المستوى الطبيعي بسبب انعدام التدفئة نتيجة للمجازر الاسرائيلية.
وجاء في بيان للمنظمة ان غالبية السكان والمستشفيات في قطاع غزة يعانون من انقطاع التيار الكهربائي ومن انعدام التدفئة بالتالي, في الوقت الذي تقترب فيه درجات الحرارة ليلا من الصفر. كما ان السكان يتركون النوافذ مفتوحة حتى لا يؤدي القصف الى تطايرها.
ونقل البيان عن دومينيك نوت المتحدث باسم منظمة انقاذ الطفولة في القدس قوله محذرا يتعين ارسال مزيد من الاغذية والاغطية حتى لا يموت الاطفال من البرد والجوع.
واضاف المتحدث في اشارة الى مهمة وفد الاتحاد الاوروبي الموجود حاليا في الشرق الاوسط اننا نريد ان يقوم (رئيس الوزراء البريطاني) غوردون براون وجميع قادة الاتحاد الاوروبي بالضغط من اجل وقف اطلاق النار حتى نتمكن من الوصول بسلام الى هؤلاء السكان لتلبية احتياجاتهم في قطاع غزة.
كما نقل البيان عن شاوول دولبرغ استاذ طب الاطفال في جامعة تل ابيب قوله ان هناك امكانية فعلية لاصابة الاطفال في غزة بانخفاض حرارة الجسم الى ما دون المستوى الطبيعي ولا سيما الاطفال الرضع المحتاجين الى درجة حرارة عالية للبقاء على قيد الحياة.
من جهة اخرى ذكرت وزارة الخارجية الايرانية امس أن ايران أبلغت مصر انها مستعدة لعلاج المصابين في المجازر الاسرائيلية على قطاع غزة وتسعى للحصول على اذن لاقامة مستشفى ميداني قريب من غزة.
فتح الحدود امام الفلسطينيين
طالب المفوض الاعلى لشؤون اللاجئين في الامم المتحدة انطونيو غوتيريس امس بفتح حدود قطاع غزة للسماح للفلسطينيين الراغبين بمغادرة القطاع.
وقال غوتيريس ان على الفلسطينيين التمكن من مغادرة من قطاع غزة واللجؤ الى دول اخرى طبقا للقانون الدولي مطالبا بفتح الحدود وكافة الطرقات والمنافذ وضمان امنها.
واضاف ان الخسائر الفادحة في صفوف المدنيين الابرياء بينهم عدد من الاطفال تثير الحسرة معربا عن صدمته وحزنه لهذه الخسائر البشرية والمعاناة.
واعلنت وزارة الخارجية الرومانية ان حافلة تنقل رعايا اجانب سمحت لهم اسرائيل بمغادرة قطاع غزة اضطرت امس للعودة ادراجها فيما كانت على بعد خمسمئة متر من معبر ايريز.
كما دعا رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو امس اسرائيل الى السماح بوصول المساعدات الانسانية الى السكان المدنيين في قطاع غزة.
وقال باروزو الذي يزور لشبونة للصحافيين اسف لعدم قبول اقتراح السماح ب(ايصال) المساعدات الانسانية الى غزة.
واضاف امل ان تسمح السلطات الاسرائيلية بوصول هذه المساعدات الى السكان الفلسطينيين.
تبرعات
تبرع رجل اعمال سعودي لم يكشف عن هويته بمبلغ 25 مليون ريال سعودي (6,7 مليون دولار) لمساعدة سكان غزة الذين يتعرضون لمجازر اسرائيلية منذ 27 كانون الاول, حسب ما افادت وكالة الانباء السعودية امس.
وجاء هذا التبرع في اطار حملة اطلقها التلفزيون السعودي السبت وجمعت حتى الان مبلغ 32,5 مليون دولار لصالح قطاع غزة من بينها ثمانية ملايين دولار تبرع بها العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز و2,6 مليون دولار تبرع بها شقيقه ولي العهد الامير سلطان بن عبد العزيز.
كما جمعت الحملة تبرعات عينية شملت مواد غذائية وملابس ومستلزمات طبية واجهزة كهربائية وحلي ومجوهرات, وفق ما اشارت الصحف المحلية امس.
وارسلت الحكومة السعودية كذلك العديد من الطائرات التي تحمل الامدادات الطبية وغيرها الى غزة وعادت الطائرات بعدد من الجرحى الفلسطينيين ليعالجوا في المستشفيات السعودية.