السائر عضو متألق
عدد الرسائل : 83 العمر : 115 العمل/الترفيه : وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ ي المزاج : مِنْ تَسْنِيمٍ البلد : : المدينة البلدية أو الولاية : الدنيا السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 07/12/2008
| موضوع: هل تحجز تذكرة لدار الأخرى الجمعة ديسمبر 19, 2008 12:19 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهدي الله فهو المهتد ، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ، هازم الأحزاب وحده ، ناصر دينه ولو كره الكافرون . وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله ، أدى أمانة ربه ، وبلغ الرسالة ، فجزاه الله أعظم الخير كله . ثم أما بعد . في وقت تطغى فيه الماديات ، وتزداد فيه بريق الفتن ، ويعم ظهور الفساد في البرِّ والبحر حتى يكاد أن يصل إلى منتهاه ، أقول في وقت مثل هذا فإنه ينبغي أن يكون لنا وقفة ووقفات للذكرى وللعودة وللإنابة ، فإنه يجب على المسلم أن يتجلد ويتصبر بالله ، وأن يملئ قلبه بالإيمان ، وما يسبب الإيمان ، وما يحفظه . وإن من أعظم المثبتات الذكرى ، فإن الإنسان مأتاه من أحد البليَّتين ، النسيان أولهما ، وثانيهما الفتور وعدم العزم ، فقد قال ربنا ، وهو أصدق القائلين ﴿ ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزماً ﴾. فإن الذي ينسى لماذا يطيع الله ، أو لماذا يسير في طريق ما ، فإنه يدخله السآمة والفتور عن الالتزام أو السير ، فسريعاً ما يحدث له الانقلاب على عقبيه ﴿ ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً ﴾ . ولأن أمر النسيان من أعظم ما يهدم المسلم ، فإن أعداء الله باختلاف مللهم وألسنتهم دائماً يحاربون الدعوة والتذكير بأمر الله تعالى . ولما كان هذا مأربهم ، كانت العودة إلى التذكر لزاماً على المسلم ، بل والسعي إليها والهرولة . فإن ربنا الكريم قال ﴿ وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ﴾. وإن أعظم الذكرى ما ورد عن الله تعالى في كتابه ، فانظر إلى ما قال الله تعالى ﴿ إن عذاب ربك لواقع ، ما له من دافع ﴾، وانظر إلى قوله ﴿ أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة وقيل للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون ﴾. ثم انظر إلى ما جاء عن النبي r من طريق صحيح . ثم إنه ومن قبيل ﴿ وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ﴾ ، فإننا قد وجدنا لقوم ذكر وخوف من الله ، وكلمات في التذكير قد وافقت ما أنزل الله ، فكانت هذه الكلمات رسالة لنا تبين لنا كيف خشع هؤلاء لله الواحد القهار ؟ لِمَ بكوا من خشيت الله . كما كانت رسالة لنا تقول : هل هم أولى بالله منا ؟ هل نحن مستغنون عن الله ، وهم إليه فقراء ؟ تقول لنا : أن ما فعلوه كان في وسع طاقتهم ، فما ينبغي أن نفعله ـ وهو الخشية ـ في وسعنا ، فلِمَ يُعرض الإنسان عن التذكرة والإنابة ؟ !! **************************** يتبع ********************* إذا .
عدل سابقا من قبل السائر في السبت ديسمبر 27, 2008 12:29 am عدل 1 مرات | |
|
السائر عضو متألق
عدد الرسائل : 83 العمر : 115 العمل/الترفيه : وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ ي المزاج : مِنْ تَسْنِيمٍ البلد : : المدينة البلدية أو الولاية : الدنيا السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 07/12/2008
| موضوع: توهم السبت ديسمبر 27, 2008 12:27 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الواحد القهار ، العظيم الجبار ، الكبير المتعال ، الذي جعلنا للبلوى والاختبار ، وأعد لنا الجنة والنار ، فعظم لذلك الخطر ، وطال لذلك الحزن لمن عقل وادَّكر ، حتى يعلم أين المصير ، وأين المستقر ، لأنه قد عصى الرب وخالف المولى ، وأصبح وأمسى بين الغضب والرضا ، لا يدري أيهما قد حل ووقع له ، فعظم لذلك غمّه ، وطال لذلك حزنه ، واشتد كربه ، حتى يعلم كيف عند الله حاله . فإلى الله فارغب في التوفيق ، وإياه فسل العفو عن الذنوب ، وبه فاستعن في كل الأمور .
فعجبتُ كيف تقرُّ عينك ، أو كيف يزايل الوجل والإشفاق قلبك ، وقد عصيتَ ربك واستوجبتَ بعصيانك غضبه وعقابه ، والموت لا محالة نازلٌ بك ، بكربه وغصصه ونزعه وسكراته ، فكأنك قد نزل بك وشيكاً سريعاً . فتوهم نفسك وقد صُرعتَ للموت صرعةً لا تقوم منها إلا إلى الحشر إلى ربك ، فتوهَّم نفسك في نزع الموت وكربه وغصصه وسكراته وغمه وقلقه ، وقد بدأ الملَك يجذب روحك من قدمك ، فوجدتَ ألم جَذْبه من أسفل قدميك ، ثم تدارك الجذب واستحثَّ النزع ، وجُذبت الروح من جميع بدنك ، فنشطتْ من أسفلك متصاعدةً إلى أعلاك ، حتى إذا بلغ منك الكرب منتهاه ، وعمت آلام الموت جميع جسمك ، وقلبك وجلٌ محزون مرتقب منتظر للبشرى من الله عز وجل بالغضب أو الرضا ، وقد علمتَ أنه لا محيص لك دون أن تسمع إحدى البشريين من الملَك الموكَّل بقبض روحك .
فبينا أنت في كربك وغمومك وألم الموت بسكراته وشدة حزنك لارتقابك إحدى البشريين من ربك ، إذ نظرتَ إلى صفحة وجه ملك الموت بأحسن الصورة أو بأقبحها ، ونظرتَ إليه مادًّا يده إلى فيك ليخرج روحك من بدنك ، فذلتْ نفسك لمَّا عاينتَ ذلك وعاينتَ وجه ملك الموت ، وتعلق قلبك بماذا يفجأك من البشرى منه ، إذا سمعت صوته بنغمته : أبشر يا ولي الله برضا الله وثوابه ، أو أبشر يا عدو الله بغضبه وعقابه ، فتستيقن حينئذ بنجاتك وفوزك ، ويستقر الأمر في قلبك ، فتطمئن إلى الله نفسك ، أو تستيقن بعطبك وهلاكك ، ويحل الإياس قلبك ، وينقطع من الله عز وجل رجاؤك وأملك ، فيلزم حينئذ غاية الهمِّ والحزن أو الفرح والسرور قلبَك ، حين انقضتْ من الدنيا مدتك ، وانقطع منها أثرُك ، وحُملتَ إلى دار من سلف من الأمم قبلك .
فتوهم نفسك حين استطار قلبك فرحاً وسروراً ، أو مُلئ حزناً وعَبرة ، بفترة القبر وهول مطلعه ، وروعة الملكين وسؤالهما فيه عن إيمانك بربك ، فمثبت من الله جل ثناؤه بالقول الثابت أو متحيِّر شاكٌّ مخذول . فتوهم أصواتهما حين يناديانك لتجلس لسؤالهما إياك ليوقفاك على مسائلتهما ، فتوهم جلستك في ضيق لحدك ، وقد سقطت أكفانك على حقويك ، والقطنة من عينيك عند قدميك .
فتوهم ذلك ثم شخوصك ببصرك إلى صورتهما وعظم أجسامهما ، فإن رأيتَهما بحسن الصورة أيقن قلبك بالفوز والنجاة ، وإن رأيتَهما بقبح الصورة أيقن قلبك بالهلاك والعطب .
فتوهم أصواتهما وكلامهما بنغماتهما وسؤالهما ، ثم هو تثبيت الله إياك إن ثبَّتك ، أو تحييره إن خذلك . فتوهم جوابك باليقين أو بالتحيُّر أو بالتلديد والشك ، وتوهم إقبالهما عليك إن ثبتك الله عز وجل بالسرور وضربهما بأرجلهما جوانب قبرك بانفراج القبر عن النار بضعفك . ثم توهم النار وهي تتأجج بحريقها ، وإقبالها عليك بالقول ، وأنت تنظر إلى ما صرف الله عنك فيزداد لذلك قلبك سروراً وفرحاً ، وتوقن بسلامتك من النار بضعفك .
ثم توهم ضربهما بأرجلهما جوانب قبرك ، وانفراجه عن الجنة بزينتها ونعيمها وقولهما لك : يا عبد الله ، انظر إلى ما أعدَّ الله لك ، فهذا منزلك وهذا مصيرك .
فتوهم ******************* يتبع ******************************** فتوهم | |
|
sadjid84 عضو متألق
عدد الرسائل : 199 العمر : 40 العمل/الترفيه : Dr vétérinaire المزاج : sérieux البلد : : الجزائر / التلاغمة السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 29/10/2008
| موضوع: رد: هل تحجز تذكرة لدار الأخرى السبت ديسمبر 27, 2008 9:31 am | |
| أنار الله بصيرتك وبصرك بنور الايمان
وجعله شاهدا لك يوم العرض والميزان
وثبتك على السنة والقرأن
أبحرت بنا بكلمات رائعة واسلوب أروع
نفع الله بكم الإسلام و المسلمين وكتبكم عنده من سعداء الدارين إنه جواد كريم
جزاك الله عنا كل خير
دمت مشرقاً بالخير | |
|