عباد الله: اتقوا الله -عز وجل- واعلموا أنكم في امتحان دائم، أسئلة تترى، تتردد عليكم لتقول لكل واحد منكم:
يا عبد الله هل راقبت الله فعلمت أنه ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم، ولا خمسة إلا هو سادسهم، ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا.
هل صليت وصمت لله ؟
هل أطعت الله ورسوله؟
هل تحب الخير وأهله؟
هل تبغض الشر وأهله؟
هل تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟
هل تحب للناس ما تحب لنفسك؟
هل سلمت أعراض المسلمين من لسانك؟
هل يطمئن قلبك بذكر الله؟
هل يتعلق قلبك بالله في الشدة والرَّخاء؟
هل نزّهت أذنك عن سماع ما يغضب الله؟
هل غضيت عن محارم الله؟
هل غضبت لله؟
هل أحببت في الله؟
هل أبغضت في الله؟
هل أعطيت لله، ومنعت لله؟ هل استسلمت لأمر الله؟
هل استسلمت لأمره يوم يأمرك بالحجاب فحجبت أهل بيتك امتثالا لقول الله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ}
الأسئلة كثيرة تترد عليك صباح مساء، وإن كان الجواب بنعم فأنت من الناجحين الفائزين بإذن رب العالمين،
وإن كان الجواب بلا فعُدْ إلى الله ما دمت في زمن الإمهال، واندم واقلع وردّ المظالم لأهلها قبل وضع الميزان، وتطاير الصحف، وعبور الصراط يوم ينسى الخليل خليله، والصاحب صاحبه، وكلٌ يقول: نفسي نفسي، والرسل تقول: اللهم سلِّم سلِّم. أيها الممتحن –وكلنا ممتحن- تذكر وقوفك لاستلام النتيجة، يوم يوقف العبد بين كفتي الميزان، ويوكل به ملك، فإن ثقل ميزانه نادى بصوت يسمع الخلائق: لقد سعد فلان بن فلان سعادة لا يشقى بعدها أبدًا. ذاك هو النجاح
، عندها يطرب ويفرح ويقول: {هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيَه} وإن خفَّ ميزانه نادى المَلِك بصوت يُسْمع الخلائق: لقد شقي فلان بن فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبدًا. فذاك هو الرسوب
. عندها يقول: {يَا لَيتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَه}
بتصرف