غريب مشرف متميز
عدد الرسائل : 73 العمر : 50 العمل/الترفيه : Informatique المزاج : ???.... البلد : : الجزائر البلدية أو الولاية : التلاغمة السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 19/10/2008
| موضوع: إليك يا رسول الله... الأربعاء ديسمبر 17, 2008 12:28 pm | |
| هذه قصيدة قديمة نظمها فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله ألقاها في ميدان السيدة زينب سنة الف و تسعمائة و تسع و أربعون ميلادية في حفل أقامه الاخوان و فيها يقول مخاطبا الرسول صلى الله عليه و سلم
هو الرسول فكن في الشعر حسانا * وصغ من القلب في ذكراه ألحانا ذكرى النبي الذي أحيا الهدى وكسا * بالعلم والنور شعبًا كان عريانا أطلَّ فجر هداه والدجى عممُ * بات الأنام وظلوا فيه عميانا هذا يصور تمثالاً ويعبده * وذاك يعبد أحبارًا وكهَّانا الكون بحرٌ عميقٌ لا منار به * لم يدرِ فيه بنو الإنسان شطئانا ويل الصغير وقد صار الورى سمكًا * يسطو الكبير عليه غير خشيانا! فدولة الروم حوتٌ فاغرٌ فمه * يطغى على تلكُم الأسماك طغيانا ودولة الفرس حوتٌ مثله كشرت* أنيابه للورى بغيًا وعدوانا وحشيةٌ عمَّت الدنيا أظافرها * جهالةٌ أصلت الأكوان نيرانا! الليل طال ألا فجر يبدده؟! * ربَّاه.. أرسل لنا فلكًا وربانا! هناك لاح سنا المختار مؤتلقًا * يهدي إلى الله أعجامًا وعربانا يتلو كتاب هدًى كان الإخاء له * بدءًا وكان له التوحيد عنوانا لا كبر- فالناس إخوان سواسية * لا ذلَّ إلا لمن سوَّاك إنسانا يقود دعوته في اليمِّ باخرةٌ * تقل من أمَّها شيبًا وشبانا السلم رايتها والله غايتها * لم تبغ إلا هدًى منه ورضوانا جرت بركبانها.. لا الريح زلزلها * و لا يد الموج مهما ثار بركانا وكم أراد العِدا إضلالها عبثًا * وحاول خرقها بالعنف أزمانا واها! أتُخرق والرحمن صانعها؟ * والله حارسها من كل من خانا؟! أم هل تضل سفين "بيت إبرتها" * وحي من الله يهدي كل حيرانا؟! أم كيف لا تصل الشطئان باخرةٌ * ربانها خير خلق الله إنسانا؟! تلك الرواية والَهْفِي ممثلةٌ * في العالم اليوم في بلدانه الآنا إن يختلف الاسم فالموضوع متَّحِدٌ* مهما تلوَّنت الأشخاص ألوانا فالناس قد تَّخذوا الأهواء آلهةً * إن كان قد تَّخذ الماضون أوثانا الشعب يعبد قوادًا تضلله * كما يضلل ذو الإفلاس صبيانا والحاكمون غدا الكرسيُّ ربهمو * يقدمون له الأوطان قربانا إن ماتت الفرس فالروسيا تمثلها * أما ستالين فهو اليوم كِسرانا وإن تزل دولة الرومان فالتمسوا * في الإنجليز وفي الأمريك رومانا وإن يمت قيصر فانظر لصورته * و إن يكونوا همو في البحر حيتانا يا خير من ربت الأبطال بعثته * و من بنى يهمو للحق أركانا خلفت جيلاً من الأصحاب سيرتهم * تضوع بين الورى روحًا وريحانا كانت فتوحهمو برًّا ومرحمة * كانت سياستهم عدلاً وإحسانا لم يعرفوا الدين أورادًا ومسبحةً * بل أشربوا الدين محرابًا وميدانا فقل لمن ظن أن الدين منفصل * عن السياسة: خذ يا غرُّ برهانا هل كان أحمد يومًا حلس صومعة * أو كان أصحابه في الدير رهبانا؟! هل كان غير كتاب الله مرجعهم * أو كان غير رسول الله سلطانا؟! لا، بل مضى الدين دستورًا لدولتهم * وأصبح الدين للأشخاص ميزانا يرضى النبي أبا بكر لدينهمو * فيعلن الجمع: نرضاه لدنيانا يا سيد الرسل طب نفسًا بطائفة * باعوا إلى الله أرواحًا وأبدانا قادوا السفين فما ضلوا ولا وقفوا * وكيف لا وقد اختاروك ربَّانا؟! أعطوا ضريبتهم للدين من دمهم * والناس تزعم نصر الدين مجانا أعطوا ضريبتهم صبرًا على محن* صاغت بلالاً وعمارًا وسلمانا عاشوا على الحب أفواهًا وأفئدةً * باتوا على البؤس والنعماء إخوانا الله يعرفهم أنصار دعوته * والناس تعرفهم للخير أعوانا والليل يعرفهم عُبَّاد هجعته* والحرب تعرفهم في الروع فرسانا دستورهم لا فرنسا قننتْه ولا * روما، ولكن قد اختاروه قرآنا زعيمهم خير خلق الله لا بشر * إن يهد حينًا يضل القصد أحيانا! "الله أكبر".. ما زالت هتافهمو * لا يسقطون ولا يحيون إنسانا نشكو إلى الله أحزابًا مضللةً * كم أوسعونا إشاعات وبهتانا ما زال فينا ألوف من أبي لهب * يؤذون أهل الهدى بغيًا ونكرانا ما زال لابن سلول شيعةٌ كثروا * أضحى النفاق لهم وَسْمًا وعنوانا يا رب إنا ظُلمنا فانتصر، وأنر * طريقنا، واحبنا بالحق سلطانا نشكو إليك حكومات تكيد لنا * كيدًا وتفتح للسكسون أحضانا تبيح للهو حانات وأندية * تؤوي ذوي العهر شُرَّابًا ومُجَّانا فما لدور الهدى تبقى مُغلَّقةً؟ * يمسي فتاها غريب الدار حيرانا يا رب نصرك، فالطاغوت أشعلها * حربًا على الدين إلحادًا وكفرانا يا قوم قد أيد التاريخ حجتنا * وحصحص الحق للمستبصر الآنا إنا أقمنا على إخلاص دعوتنا * وصدقها ألف برهان وبرهانا لقد نفونا فقلنا: الماء أين جرى * يحيي المَوات ويروي كل ظمآنا قالوا: إلى السجن، قلنا: شعبةٌ فُتِحت * ليجمعونا بها في الله إخوانا قالوا: إلى الطور، قلنا: ذاك مؤتمرٌ* فيه نقرِّر ما يخشاه أعدانا! فهو المصلَّى نزكِّي فيه أنفسنا * وهو المصيف نقوي فيه أبدانا معسكر صاغنا جندًا لمعركة * ومعهد زادنا للحق تبيانا من حرَّموا الجمع منا فوقَ أربعةٍ * ضموا الألوف بغاب الطور أُسدانا! راموه منفًى وتضييقًا، فكان لنا * بنعمة الحب والإيمان بستانا! هذا هو الطور شاءوا أن نذوب به * و شاء ربك أن نزداد إيمانا | |
|