هؤلاء هم فمن نحن؟

ما لقيه [ الإمام أحمد] في سبيل عقيدته من أذى وتعذيب، تُخلَع يداه، ويُجلد السياطَ الكثيرة، يختار الظالمون له عددًا من قساة القلوب، وغلاظ الأفئدة ليجلده كل واحدٍ منهم سوطيْن بكل ما أوتيَ من قوة، وهم يتعاقبون عليه، وهو ثابت كالطَّوْد الأشمِّ، لا يتراجع أبدًا، يغمى عليه من شدة التعذيب ثم يفيق، فيعرض عليه الأمر فلا يتراجع، حتى انتصر بإيمانه وبناء نفسه، وبتوفيق الله قبل هذا وذاك، وكان انتصاره دليلاً على الإخلاص والعزم والقوة. لقد خرج الإمام من المحنة خروج السيف من الجلاء، والبدر من الظلماء، أُدخل في الكِير، فخرج ذهبًا أحمر، وتواطأت القلوب على محبته، حتى أصبح حبه شعارًا لأهل السنة. فأين الذين عارضوه؟ وأين الذين عذَّبوه؟ وأين الذين نالوا منه؟ ذهبوا إلى ما قدموا.
وبقي حيًّا بذكره *** والذكر للإنسان عمر ثانٍ
والبغي مهما طال عدوانه *** فالله من عدوانه أكبر
هذا حالهم قد علمناه اما حالنا فمن اراد البكاء فاخاف ان تدمى عيناه
هذا صبرهم ولا يصبر الواحد منا الان على كلمة واحدة من اخيه حتى وان كانت نصيحة
هذا ثباتهم ولا يثبت الواحد منا على صلاة الفجر
هؤلاء هم فمن نحن؟

عابرسبيل كتب:: ما لقيه [ الإمام أحمد] في سبيل عقيدته من أذى وتعذيب، تُخلَع يداه، ويُجلد السياطَ الكثيرة، يختار الظالمون له عددًا من قساة القلوب، وغلاظ الأفئدة ليجلده كل واحدٍ منهم سوطيْن بكل ما أوتيَ من قوة، وهم يتعاقبون عليه، وهو ثابت كالطَّوْد الأشمِّ، لا يتراجع أبدًا، يغمى عليه من شدة التعذيب ثم يفيق، فيعرض عليه الأمر فلا يتراجع، حتى انتصر بإيمانه وبناء نفسه، وبتوفيق الله قبل هذا وذاك، وكان انتصاره دليلاً على الإخلاص والعزم والقوة. لقد خرج الإمام من المحنة خروج السيف من الجلاء، والبدر من الظلماء، أُدخل في الكِير، فخرج ذهبًا أحمر، وتواطأت القلوب على محبته، حتى أصبح حبه شعارًا لأهل السنة. فأين الذين عارضوه؟ وأين الذين عذَّبوه؟ وأين الذين نالوا منه؟ ذهبوا إلى ما قدموا.
وبقي حيًّا بذكره *** والذكر للإنسان عمر ثانٍ
والبغي مهما طال عدوانه *** فالله من عدوانه أكبر
هذا حالهم قد علمناه اما حالنا فمن اراد البكاء فاخاف ان تدمى عيناه
هذا صبرهم ولا يصبر الواحد منا الان على كلمة واحدة من اخيه حتى وان كانت نصيحة
هذا ثباتهم ولا يثبت الواحد منا على صلاة الفجر
هؤلاء هم فمن نحن؟

لله درك أخي الكريم أولئك رجال وقفوا أنفسهم لربهم، فأدوا ماعليهم فهم عند ربهم يرزقون فرحين بما أتاهم الله من فضله.
و حسب الإمام أحمد أن صار يلقب بإمام أهل السنة.
و هذه الأبيات من شعره في السجن... أهديها لك لذكرك هذا العلم الجليل.

لعمرك ما يهوى لأحمد نكبـة ** من الناس إلاّ ناقص العقل مُغْـوِرُ

هو المحنة اليوم الذي يُبتلى بـه ** فيعتبـر السنِّـي فينـا ويسبُـرُ

شجىً في حلوق الملحدين وقرَّةٌ ** لأعين أهل النسك عفٌّ مشـمِّـرُ

لريحانة القرَّاء تبغون عـثـرة ** وكلِّكُمُ من جيفـة الكلب أقـذرُ

فيا أيها الساعي ليدرك شأوه ** رويدك عـن إدراكـه ستقصِّـرُ

وقال عنه الأمام الشافعي:

أضحى ابن حنبل حجَّةً مبرورةً ** وبِحُبِّ أحمدَ يُعـرَفُ المـتنسِّكُ

وإذا رأيت لأحمـد متنقِّصـاً ** فاعلم بـأنَّ سُتـورَهُ ستُهَتَّـكُ

و لكن ماذا عنا نحن؟؟؟