عندما تضيق بك الدنيا
عندما يكاد قلبك أن يقفز من حضنك بحثا ً عن السعة والراحة
عندما يُحّرم على عينيك أن تشعرا بألوان الحياة
عندما لا ترىِ غير الأسود لوناً
وغير العلقم مذاقاً
عندما تضيق الرؤى .. وتضيع الأماني
عندما تفقد القدرة على خلق عالم من الأحلام
عندما تحرم من حلم يقظة .. من لمسة رقة
عندما تكون في وسط الزحام .. ولا تشعر بدفء جسد بجانبك
عندما تكون في حضن بيتك .. وترتعش من جليد القلوب
عندها ... اذهب لأقرب مرآة فقط لتتفحص هالات الحزن تحت عينيك
كثيرة ؟؟ عميقة ؟؟
هل تشعر بتلك الواقفة أمامك ؟؟ أم إنها جامدة كمن حولك ؟؟
اقترب منها أكثر .. ربما تحس بأنفاسها توازي حرارة أنفاسك
وربما أكثر حرارة وقوة
أرجوك استمع لها قليلا ً .. هي تهمس لك طوال الوقت
ولكن حواسك اعتادت أن تتجاهل ذبذباتها المحرقة
صدقني هي كفيلة بأن تذيب جمود ما حولك من جليد
كفيلة بأن تنير وجوه ٌ ونفوس .. فقط لو استمعت لها
حتما ً ستحبها بل ستعشقها لأن فيها من الطهر والجمال ما لم تحس به
بها من الحب والأمان ما لم يحضنك لمرة
هي تلك النفس التي بين جنبيك .. أقرب الأنفاس إليك
هي نفسك المحبة .. الطاهرة .. الرائعة
أملها فقط اهتمام منك يرتقي بها لتنير حياتك وتسعد روحك
ابتعد عن المرآة .. واجلس بعيدا ً انظر إليها بقلبك واستمع لذلك
الصوت في داخلك .. ما أرقه وما أجمله
اسألها .. حتما ً ستجيبك .. ناقشها ستُمتعك حيث لا تمل
ستحبها .. احضنها .. صارحها بحبك
عاهدها على الحب .. عاهدها أن تستمع لها .. عاهدها أن تتغير وتغيرها للأفضل
عاهدها على التغيير .. وابدأ ولا تخذلها
عندها .. ستسعد .. ستنجح .. ستبدع .. تتميز
ترقى .. تتطهر .. تحلق وتلامس السماء .. تُرضي ربك .. وترضى
عندها ستتجمع هالات النور حولك رأسك .. لتنير لك مشوار تحقيق الغايات
عندها ستشعر بدفء القلوب حولك .. وتذيب الجليد بحبك
عندها ستكون بين زحام قلوب محبة لك .. سعيد بها
عندها ستتحول أحلامك لواقع رائع .. نحو رؤية من نور
عندها ستقذف ألوان الحياة بين عينيك .. وترتشف طعم الراحة والطمأنينة والسعادة
عندها يتراجع قلبك لمكانه وهو لا يقبل ببديل عن حضنك وطن ٌ له
عندها تشرق الدنيا .. وتتحقق الأحلام
فقط ليصل الحب الذي جمعك مع نفسك لمكانه الحقيقي في جنان المنان برضا ورحمة
من الرحمن[/center][/center][/center]