من الأساليب العلاجية التي يستخدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم

احبتي الكرام : اتصف النبي الكريم بقدرته العظيمة على فهم نفسيات جميع المحيطين به وبالتالي استطاع ان ينجح في تعامله وتوجيهة لهم .. ويعد هذا النبي الامي .. مدرسة عظيمة في علم النفس والاجتماع والاقتصاد والسياية والادارة.. واليكم هذة القراءة البسيطة لهذة المعالجة النبوية العظيمة في التوجية والفهم واحتواء مشاعر الاخرين والمعالجة واستخدام الاساليب العلمية التي ينادي بها العلم الحديث .

الحديث :
عن أبي أمامة أن فتى شابا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يارسول الله ائذن بالزنا ، فأقبل القوم عليه فزجروه . وقالوا(مه ،مه ) فدنا منه قريبا . قال : فجلس . قال : أتحبه لأمك ؟ قال : لا والله ، جعلني الله فداءك .قال : ولا الناس يحبونه لأماتهم . قال :أتحبه لأختك ؟ قال : لا والله جعلني الله فداءك . قال : ولا الناس يحبونه لأخواتهم . قال :أتحبه لعمتك؟ قال : لا والله جعلني الله فداءك . قال : ولا الناس يحبونه لعماتهم . قال : أتحبه لخالتك ؟ قال : لاوالله ، جعلني الله فداءك . قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم .
قال: فوضع يده عليه وقال : " اللهم اغفر ذنبه ، وطهر قلبه ، وأحصن فرجه " .
فلم يكن الفتى بعد ذلك يلتفت الى شئ . ( مسند الامام أحمد ) .
من الفوائد التربوية :
(1) امتلك الرسول صلى الله عليه وسلم صفة المعلم الذي أحاط بجوانب نفسية المتعلم ، فلم يزجره كما زجره القوم ، انما سمح له الجلوس بجانبه ، وفي ذلك لفتتين قد ينتبه لهما الشباب وهما :
(أ) عدم الزجر .
(ب) سمح له الرسول صلى الله عليه وسلم أن يجلس بجانبه ويعتبر هذا مدخلا تربويا تمهيديا لمعالجة مشكلة الشاب .
(2) استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم أسلوب الحوار ، والحوار من الاساليب التربوية العظيمة الفائدة ، الحوار يشعر المتعلم أنه له رأي يستطيع أن يطرحه لمعلمة ومن فوائد الحوار أنه يفتح فكر ووجدان المتعلم والمعلم فتتقارب بينهم الأفكار ، وبالتالي يخرجون بنتائج تربوية ايجابية ترضي المعلم والمتعلم ولهذا يجب أن نفتح الحوار مع المراهقين ولنستمع الى ارائهم وأفكارهم فان ذلك ادعى لوضع الحلول السليمة .
(3) فتح الرسول صلى الله علية وسلم باب المناقشة مع الشاب متناولا صلب المشكلة التي يعاني منها الشاب ، فلم يبتعد عن المشكلة ، ولم يشتت أفكار الشاب الى موضوعات هامشية .
(4) ناقش الرسول صلى الله عليه وسلم الشاب عن طريق طرح الأسئلة بحيث يجيب عنها الشاب بنفسه ، وهذا أبلغ العلاجات التربوية وذلك عندما تكون الاجابة من المتعلم نفسه ، فقد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الزنا :"أترضاه لأمك"؟
قال : لا والله جعلني الله فداءك …….. ( دليل أول) .
وعندما يجيب المتعلم ، فذلك أفضل أعتراف بالخطأ . واجابة المتعلم لها عدة فوائد منها :
(أ ) التفاعل الحقيقي بينه وبين معلمه
. (ب) تركيز وتجميع فكر المتعلم ( الشاب ) نحو السؤال .
(ج) اجابته بالنفي يعتبر دليلا
علميا واقعيا وحجة علية في عدم استساغة هذا الفعل ، اجتماعيا وانسانيا .
(5) من كثرة أسئلة الرسول صلى الله علية وسلم ، أستطاع أن يزيد الأدلة اليقينية على نكران هذا الشاب لجريمة الزنا .
قال صلى الله عليه وسلم : أتحبه لأختك ؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك ……… دليل ثان . قال : صلى الله عليه وسلم : ولا
ولا الناس يحبونه لأخواتهم . قال :صلى الله عليه وسلم : أتحبه لعمتك ؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك . ……. دليل ثالث .
قال : صلى الله عليه وسلم : أتحبه لخالتك ؟ قال: لا والله ، جعلني الله فداءك . ….. دليل رابع . قال ك صلى الله عليه وسلم :
ولا الناس يحبونه لخالاتهم . وكثرة الأدلة من الاساليب العلمية التي تقوي الحجة والبرهان .
(6) من الأساليب العلاجية التي يستخدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وضع يده الشريفه على صدر صاحب المشكلة ، وعندما وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده الشريفة على صدر الشاب فبلا شك أن الشاب يشعر بالاطمئنان والارتياح النفسي ودائما يضع يده الشريفة يدعو لصاحب المشكلة ، وكانت الدعوة لهذا الشاب هي " اللهم اغفر ذنبه ،وطهر قلبه ،وأحصن فرجه " .
فقد اشتملت دعوته عليه الصلاة والسلام على :
(أ ) غفران الذنب : تخلية النفس من الذنوب ، وفتح باب جديد للعمل الايماني .
(ب ) تطهير القلب :تطهير قلبه من الأردان، فيصبح القلب صافيا لا شائبة تشوبه .
(ج) حصن الفرج : حصن الفرج من مباشرة الفعل الذي يبغضه الله تعالى ويكون كالحصن المنيع المرتفع من أمثال تلك الدناءات .
وبذلك أتصف الدعاء النبوي الشريف بالشمولية لمعالجة الموقف ولهذا يجب على المربين أن يتخذوا الدعاء للمتعلمين كأسلوب من الأساليب العلاجية فقد قال عليه الصلاة والسلام :" أفضل العبادة الدعاء " . كما أن الدعاء يربط قلب المعلم والمتعلم نحو الخالق الذي قال: " أدعوني أستجب لكم " .
(7) لم يلتفت الشاب بعد ذلك الى الزنا ، وعندما يبتعد ذلك الشاب عن التفكير بالزنا فانه بلاشك سيصرف تفكيرة وطاقنه في امر آخر مثمر يعود عليه وعلى مجتمعه بالنفع . وبهذا كسبنا طاقة فعالة ترتقي نحو العطاء المنتج .