بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا حول ولا قوة الا بالله اللهم ارحم امة حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم
لقد شعرنا جميعا بنوع من الاسى والحزن ونحن نرى المجازر ترتكب في حقنا ولكن لا بد لهذه الاحزان والمشاعر أن تجعلنا أقوى فلا يدفعنا الألم الى الخيبة والفشل ولذلك اخترت لكم بعض الكلمات الموجهة من كتاب مشهور جدا:
•إذا وقعت عليك مصيبةٌ أو شدةٌ فافرحْ بكل يومٍ يمرُّ ؛ لأنه يخففُ منها وينقصُ من عمرِها, لأن للشدة عمراً كعمرِ الإنسانِ لا تتعداه .
•﴿ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ ﴾ فهما وَقودُ الحياةِ ، وزادُ السيرِ ، وباب الأملِ ، ومفتاحُ الفَرَجِ ، ومن لزم الصبرَ ، وحافظ على الصلاةِ ؛ فبشِّرْه بفجرٍ صادقٍ ، وفتحٍ مبينٍ ، ونصرٍ قريبٍ .
ومن عَرَفَ حُسْنَ اختيارِ اللهِ لعبدِه هانتْ عليه المصائبُ ، وسهلتْ عليه المصاعبُ , وتوقعَ اللطفَ من اللهِ ، واستبشر بما حصل ، ثقةً بلطفِ اللهِ وكرمِه ، وحسنِ اختيارِه ، حينها يذهبُ حزنُه وضجرُه وضيقُ صدرِه , ويسلم الأمر لربه جلَّ في علاه ، فلا يتسخطُ ولا يعترضُ ، ولا يتذمّرُ ، بل يشكرُ ويصبرُ ، حتى تلوح له العواقبُ ، وتنقشعُ عنه سحبُ المصائبِ .
رسولُنا محمد صلى الله عليه وسلم يؤذيه المشركون واليهودُ والنصارى أشدَّ الإيذاءِ , ويذوقُ صنوفَ البلاءِ ، من تكذيبٍ ومجابهةٍ وردٍ واستهزاءٍ وسخريةٍ وسبٍّ وشتمٍ واتهامِ بالجنونِ والكهانةِ والشعرِ والسحرِ والافتراءِ , ويُطردُ ويُحارَبُ ويُقتل أصحابُه ويُنكَّلُ بأتباعِه, ويُتهمُ في زوجتِه ، ويذوقُ أصناف النكباتِ ، ويهدد بالغاراتِ ، ويمر بأزماتٍ , ويجوع ويفتقرُ ، ويجرحُ ، وتكسر ثنيتُهُ ، ويشج رأسُه ويفقدُ عمه أبا طالب الذي ناصره , وتذهب زوجتُه خديجة التي واسته , ويُحْصَرُ في الشعب حتى يأكل هو وأصحابه أوراق الشجرِ , وتموتُ بناتُه في حياتِه وتسيلُ روحُ ابنِه إبراهيم بين يديهِ , ويُغلبُ في أحد , ويُمزَّقُ عمه حمزةُ , ويتعرض لعدة محاولات اغتيال , ويربطُ الحَجَرَ على بطنِه من الجوعِ ولا يجدُ أحياناً خبزَ الشعيرِ ولا رديءَ التمر , ويذوقُ الغصص ويتجرع كأس المعاناة , ويُزلزلُ مع أصحابِه زلزالاً شديداً وتبلغُ قلوبهُم الحناجر , وتعكس مقاصدُه أحياناً ، ويبتلى بتيه الجبابرةِ وصَلَفِ المتكبرين وسوءِ أدبِ الأعرابِ وعجبِ الأغنياء ، وحقدِ اليهودِ ، ومكرِ المنافقين ، وبُطْءِ استجابةِ الناسِ , ثم تكون العاقبةُ له ، والنصرُ حليفه ، والفوزُ رفيقه ، فيظهرُ اللهُ دينه ، وينصرُ عبده ، ويهزم الأحزاب وحده ، ويخذل أعداءه ويكبتهم ويخزيهم , واللهُ غالبٌ على أمرِه ولكن أكثر الناسِ لا يعلمون .
الحمد لله رب العالمين